---- ---

بيداغوجيا حل المشكلات

عيوب وسلبيات بيداغوجيا حل المشكلات

كيفية تطبيق بيداغوجيا حل المشكلات

يمكن تعريف بيداغوجيا حل المشكلات في كون بيداغوجيا حل المشكلات pdf تعتمد على المتعلم كمحور أساسي مؤثر في حسن سير العملية التعليمية. حيث تقوم بخلق مشكلة، أو تقوم باستلهامها من المحيط العام لتلميذ وتحفزه على مواجهتها عبر استعمال أساليبه الخاصة. واللجوء إلى استثمار طاقاته وقدراته الفكرية، قصد إيجاد حلول فعالة لهذا المشكل. تترجم بيداغوجيا حل المشكلات عملية التدريس على أنها الحصيلة النهائية للعمل الجاد والمجهود الشخصي الذي يبدله التلميذ أو مجموعة قسم. هذا المجهود يكون سبب في إنتاج معارف جديدة واكتساب مهارات وكفاءات متنوعة، فالتعليم بمبدأ التدريس بالكفايات هو المنهج الذي تنهجه المدرسة البنائية في التعليم.

مفهوم بيداغوجيا حل المشكلات

عرف دانكر Dunker استراتيجية بيداغوجيا حل المشكلات على انها الانتقال او التحول من وضعية معطاة او جاهزة لوضعية مطلوبة. لكن تحت شرط إعادة التنظيم وتعديل الاتساق. هذا الأخير يقصد به وضع المتعلم وإقحامه في مشكلة او وضعية مشكلة مستنبطة من محيطه وبيئته المعيشة والجو السوسيو ثقافي من خلال الوضعية الديداكتيكية المطروحة. والهدف من هذا الوصول للحل المراد لهذا المشكل. ويعتمد في هذا على مفاهيم ومعارف أساسية مثل:

  • شرح الوضعية سابقا وتوضيحها
  • ان تكون في الوضعية الديداكتيكية لكن المطلوب البحث عنها واستخراجها
  • معارف من اجتهاد المتعلم ومكتسباته ومعارفه السابقة التي حصل عليها انطلاقا من التعلم الذاتي

عرض حول بيداغوجيا حل المشكلات

تتجه مجموعة من الآراء المختلفة إلى اعتبار المشكلات التي يواجهها أي شخص في حياته ما هي إلا الدروس التي يتعلم منها، وأنها شيء ضروري لكي يتعلم ويأخذ العبر من التجارب التي واجهها. ففي طريق البحث عن حل للمشكلة يكتسب الشخص مجموعة من المعارف والأشياء الجديدة حيث يشك ويحلل ويستفسر، ومن محاولة إلى أخرى يكتسب الخبرة ويطور قدرته على إيجاد حلول دقيقة وفعالة في أوقات قياسية وبطريقة سهلة.

عندما تكون المشكلة التي تواجه المتعلم متعلقة بموضوع مهم بالنسبة له، فهي في هذه الحالة تشكل تحديا لديه ويسعى إلى التعامل معها بكل حزم، ويستثمر المتعلم جميع مجهوداته، ومداركه ومكتسباته في سبيل الوصول إلى حل لمشكلته. معلى سبيل المثال استخدام بيداغوجيا حل المشكلات في الرياضيات.

تعرف مفهوم بيداغوجيا الخطأ او الخطأ البيداغوجي

مساعي بيداغوجية حل المشكلات

من أهداف بيداغوجيا حل المشكلات انها تعتبر بيداغوجيا التعلم من خلال المشكلات باعتبارها طريقة مستجدة للتعامل مع نظام التعلم، إلى تمكين المتعلم من النقط التالية:

  • مساعدة المتعلم على تطوير مهارات الإبداع والابتكار لديه وتحفز الخيال لديه.
  • تمكين المتعلم من عمل مقارنة بناءة بين أفكاره، ووجهات نظره وآرائه، مع أفكار وأراء الآخرين، وكذلك القدرة على التعبير عنها.
  • تطوير القدرات على الاندماج في مختلف العلاقات الاجتماعية بسهولة، والاستعداد لمواجهة تحديات الحياة باختلافها وتنوعها اجتماعيا ومهنيا.
  • كسب القدرة على إنتاج أفكار خاصة، وعدم استهلاك الأفكار الجاهزة مهما كانت، حيث يعرضها للشك، والنقد والتساؤل والتحليل قبل تقويمها وتقبلها والاقتناع بها.
  • التحلي بروح المسؤولية، واستقلال الذات وأخذ المبادرة في التصدي لأي مشكل.
  • الرفع وتجويد الحصيلة التعليمية بمساعدة المعلم وإحراز التقدم فيما يخص المهارات وتطوير المعلومات وزيادة المعارف.

مراحل بيداغوجيا حل المشكلات

هناك عدة مستويات متتالية في بيداغوجيا حل المشكلات المتمثلة في: معرفة طبيعة المشكل، تأطير المشكلة، طرح نظريات مختلفة، معالجة الفرضيات، النتيجة النهائية، استنتاج الحلول وتعميمها؛ والموضحة أسفله.

إكتشف العلاقة بين البيداغوجيا والديداكتيك وعلوم التربية

معرفة طبيعة المشكل

البدء بتشخيص المشكل من طرف المدرس والإحاطة به، والإشارة إلى تبعاته هي الخطوة الأولى في طريق إيجاد حلول له، وبالتالي الوصول إلى المعارف والمعلومات المطلوبة. تكون المشكلات التي يواجهها المتعلمون غالبا مستمدة من محيطهم الخاص، ومختلف المواقف التي يوجهونها يوميا. ومن الضروري ربطها بالدروس الممنهجة في المقرر وفي إطار الأهداف المتوخاة من المادة الدراسية، حيث تذهب معالجة المشكل في منحى الإجابة عن التساؤلات التي تطرح قبل البداية في الدرس.

تأطير المشكل

تعمل التساؤلات التي يصيغها المعلم بطريقة مبسطة إلى تحديد المشكل من مختلف زواياه بعد إثارة انتباه التلاميذ إليه، من هذه التساؤلات المساعدة تكون حول نوع المشكل ومجاله، وتبعاته، ومميزاته، بمعرفة هذه المعلومات تتشكل فكرة شاملة وواضحة حول المشكل في ذهن التلميذ.

طرح نظريات مختلفة

بعد التعرف على المشكل يعمد المدرس إلى الدفع بالتلاميذ إلى التفكير، وطرح أفكارهم الخاصة، والتعبير عن مواقفهم تجاه المشكل، قصد إيجاد مختلف الحلول الممكنة بأنفسهم. تكون النظريات المطروحة قابلة للتجريب والتحليل.

معالجة الفرضيات

تخضع الفرضيات والحلول المقترحة للمشكل من طرف التلاميذ للتجارب المناسبة، والتحليل، والشك والتيقن، ومدى إحاطتها بالمشكل، قصد التأكد من فعاليتها في حل المشكل من عدمه.

النتيجة النهائية

بعد تحليل ومعالجة الحلول والفرضيات المقترحة يقوم المعلم بتكليف التلاميذ من صياغة النتيجة التي وصلوا إليها عن طريق كتابتها أو صياغتها شفويا وبناء المعارف المكتسبة من هذه التجربة كأساس للدرس.

استنتاج الحلول وتعميمها

تكون الأفكار والفرضيات المقدمة صحيحة أو خاطئة مفيدة في كلتا الحالتين فهما تساعدان في تنويع المعارف، وفي حسن اختيار الحلول المناسبة في كل وضعية مختلفة، ويتم تقيمها قصد مطابقتها بعد تفسيرها وتحليلها للوصول لاستنتاج حصيلة نهائية، تم يتم اعتماد هذا الحل على تعميمه على الحالات التي تكون على شاكلة هذا المشكل بعد التأكد من تشابهها وتجنب التسرع في اعتماد نفس الطريقة ونفس الحل دائما.

  • الأسباب والمعايير المؤثرة في حل مشكلة
  • أسلوب طرح المشكل وتفسيره للمتعلم
  • طريقة البدء والاستراتيجية المتبعة
  • تشخيص المشكل وفهمه.
  • التفسير اللغوي والمنهجي للمشكل.
  • طريقة توصيل المشكل وشرحه.
  • منحى التفاعل مع المشكل والتصرف معه.
  • الحوافز وحماس التعامل مع المشكل.

مهام المعلم والمتعلم من أجل حل المشكل

للوصول الى حل المشكل يتعين على كل من المدرس والتلميذ القيام بمجموعة من المهام.

مهمة المدرس

تحفيز المتعلم وتشجيعه عبر ملامسة الجوانب المهمة للمشكل، والتي تهم المتعلم وتثير حفيظته وتدفعه للبحث عن حل أني للمشكل. لأن الدافع الداخلي كلما كان قويا كلما ازدادت مردودية المتعلم.

يقوم المدرس بلعب دور الموجه، والناصح والإنسان الحكيم، في هذه الحالة لا يتدخل إلا عند اللزوم لكن يراقب وينظم سير العملية، ويستمع لمختلف إملاءات التلاميذ وأفكارهم ويقيمها.

يقوم المدرس بطرح أفكار ونظريات جديدة كلما أحس بتهاون، وملل المتعلمين قصد دفعهم إلى الاستمرار في البحث والتنقيب. وهذا ما يسمى بزعزعة التوازن المعرفي.

توجيه المتعلمين إلى مختلف الوسائل الممكنة ومراقبة حالتهم النفسية والجسدية.

مهمة التلاميذ

المصممون والمخططون: يجتمع التلاميذ بينهم ويتعاونون لإقرار الخطة التي يجب إتباعها لتحديد وحل المشكل.

المنفذون: اقتراح الآراء والفرضيات الممكنة تحليلها ومناقشة مدى ملاءمتها وتجربتها ميدانيا تم الوصول إلى خلاصة.

لجنة التحكيم: خلال هذه المحطة من مراحل حل المشكل يقوم التلاميذ بالتقييم بالاستناد على:

التقييم بالاعتماد على النفس: يقوم المتعلمين بتصحيح أخطاءهم بأنفسهم دون تدخل آخر.

تبادل التقييم: يتم هنا تبادل التقييمات حيث يقوم كل متعلم بتقييم دور وعمل زميله.

ماهي الوضعية المشكلة؟

تعرف الوضعية المشكلة على أنها مجموع المواقف والتصرفات التي يواجهها المعلم والمتعلم والمادة الدراسية والتي تساهم في نشاط وتفاعل هذه المكونات بشكل دائم ومستمر لحل المشاكل التي يوجهونها، والتي تكون منبثقة من الوسط التعليمي أو المحيط الاجتماعي أثناء العملية التعليمية التعلمية.

أما فيما يخص المراحل المتبعة في حل المشكلات فتبدأ بدفع المتعلم أو ووضعه أمام المشكل، عبر استشعاره بوجود المشكل والتركيز على نيل اهتمامه، وتبيان أهمية الوصول إلى حل مناسب لأنه يهمه شخصيا. ثم يتم التطرق الى المشكل بالتفصيل ويقوم بالإحاطة بكل جوانبه، بعد ذلك يتم توظيف المعلومات السابقة وتحضير الأفكار، والآراء المختلفة؛ والممكنة وتحليلها بمعية التلاميذ الآخرين، تم تأتي مرحلة تجريب الفرضيات التي تم انتقاؤها، والتأكد من مدى ملاءمتها تم استنتاج الحل المناسب ويتم اعتماده تعميمه للوضعيات المشابهة.

ما هي مبادئ صياغة الوضعية المشكلة؟

لإعادة صياغة الوضعية المشكلة ينبغي التقيد بمجموعة من الالتزامات وهي:

  • أن تكون الوضعية ملامسة لجانب من جوانب شخصية الطفل لإثارة اهتمامه وحماسه أي تقوية الدافع الداخلي.
  • مستلهمة ومنبثقة من البيئة الخاصة بالتلميذ وتشكل تحديا له.
  • يتم توضيحه بشكل جيد وبسيط للتلاميذ دون التطرق إلى الحل أو الإشارة إليه.
  • التدريج في الحلول والبدء بالبسيطة منها إلى المعقدة قليلا.
  • أن يندرج الحل في إطار الإجابة عن التساؤلات المطروحة في البداية.
  • استحضار مختلف المعارف والمعلومات السابقة واستغلالها في حل المشكل.
  • أن تكون مادية ملموسة.
  • أن تكون مبهمة وغامضة تطرح عددا متنوعا من التساؤلات.
  • تفادي تسهيلها إلى أن تصبح تافهة.
  • أن تكون في حدود قدرات وطاقات المتعلم ومستواه الدراسي.

خصائص الوضعية المشكلة

لتحقيق التوصل للحل المناسب للوضعية المشكلة يجب ان تتوفر الروط التالية:

  • ان تكون مرتبطة بكفاءة او مهارة معينة
  • تمتلك دوافع التعلم المناسبة لدى المتعلم
  • تتمحور حول صعوبة او مشكل قابل للحل ويمكن التغلب عليه
  • جديدة لم يسبق التطرق لها من قبل التلميذ
  • ان يكون المتعلم فيها فاعلا رئيسيا
  • مشكلة تثير الحيرة والحافز والإحراج
  • ان تدفع التلميذ لاستثمار مكتسباته السابقة ومعارفه القبلية
  • الوضعية المشكلة يجب ان تكون من المحيط المعاش وموقف او تجربة من حياة المتعلم ويدركها.

عناصر الوضعية المشكلة

السند أو الحامل والمهمة هما أهم مركبي أو مكوني الوضعية-المشكلة.

السند أو الحامل: أو ما يسمى بنص الموضوع أو التمهيد للوضعية ويعطي مميزات الوضعية، ومختلف المعلومات التي يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار أثناء البحث والمعالجة، ويتم اعتمادها كلها أو بعضها في إيجاد وصياغة الحل للمشكلة.

المهمة: التساؤلات التي يتم استخلاصها وتكون في صلب الموضوع والتي تعطي التعليمات والإرشادات التي يجب اعتمادها، وتبيان الأهداف التي ينبغي بلوغها وتكون ضمن ما جاء في السند.

أصناف الوضعية المشكلة

يمكن تصنيف الوضعية المشكلة إلى ثلاث أصناف رئيسية وتتمثل فيما يلي:

  • الوضعية المشكلة التأسيسية البنائية

في هذا النوع يتم الاعتماد على دروس سابقة ومعلومات ماضية ولها علاقة تحفيزية بهذه الوضعية، في بناء وتشكيل معارف جديدة يتم استحضارها بعد المباشرة في الدرس، ويتم استعمالها في حل المشكل وتجاوزه.

يمكن أن نأخذ مثلا على ذلك: مضامين النصوص المستعملة في مختلف المواد والتي ينطلق منها بناء محاور الدروس الموالية.

  • الوضعية-المشكلة الإدماجية

تكون في نهاية الحصة الدراسية أو نهاية كل محور دراسي ومجموعة دروس لها نفس السياقات والأهداف، وتهدف الوضعية المشكلة الإدماجية إلى خلق صلة الوصل بين مختلف المعارف المكتسبة منها وإعادة صياغتها مجموعة قصد تركيب مفاهيم، ومعارف جديدة والتوسع فيها.

تقوم هذه الوضعية بتقييم واستنتاج قدرات المتعلم في التعلم مع المعارف والموارد السابقة وكيفية إدماجها مع المعارف الجديدة.

عيوب بيداغوجيا حل المشكلات

إن اعتماد بيداغوجيا حل المشكلات في العملية التعليمية والتدريس التربوي يرتكز على مدى اهتمام الطلاب ودرجة تفكيرهم وخبراتهم. هذه الأخيرة التي تختلف من طالب لطالب. منح الطلاب قدرا كبيرا من الحرية في إنجاز الأنشطة وإعدادها قد يؤدي لظهور عيوب كثيرة في هذه البيداغوجيا تقف سدا امام فاعلية التعليم. ومن سلبيات بيداغوجيا حل المشكلات نذكر:

إحباط الطلاب: ففي حالة لم يتمكن الطالب من التوصل للحل المناسب فهذا يشعره بالإحباط التام. في حين يمكن لهذا ان يصبح دافعا قويا امام طلاب اخرين من اجل السعي وبدل الجهد من اجل الوصول للحل المراد.

حيث ان المناهج الدراسية لها خصوصية الانفصال فهذه البيداغوجيا تأخذ حيزا زمنيا طويلا وتتطلب وقتا أكثر

هذه الاستراتيجية تتطلب الكثير من الأدوات والآليات والمعدات، في حين ان معظم المؤسسات والمدارس تعجز عن توفير كل مستلزمات تطبيقها

مواجهة مشاكل إدارية كون هذه البيداغوجية لا يمكن تطبيقها خلال الحصة الدراسية

المعارف المكتسبة من المادة التعلمية والمقدمة من المتعلمين تكون قليلة

تحتاج لبدل جهد كبير ووقت أطول

معظم المتعلمين لا يصلون للحل المناسب وحل الوضعية المشكلة بأنفسهم.

يركز الطلاب على المشاكل السطحية والجانبية للمشكل غالبا ويغفلون عن أساس المشكل أي الوصول والبحث عن الحل

تحتاج بيداغوجيا حل المشكل من الطلاب البقاء في تأهب وحالة انتباه شديد. وهذا لا يتمتع به كل الطلاب لذاك يطلب منهم التحضير والإعداد والتخطيط خلال جميع مراحل نشاط حل الوضعية المشكلة.

مقالات ذات صلة