---- ---

المنتدى العالمي للتعليم إعلان إنشيون

إعلان إنشيون وتحدي تعميم التعليم

أقيم المنتدى العالمي للتعليم بانشيون جمهورية كوريا في 21 ماي، وخلصت أيامه إلى خلق وتبني رؤية مستقبلية جديدة ومشرقة لتطوير التعليم لمدى 5 سنوات المقبلة. وينص إعلان إنشيون على ضرورة تطوير التعليم بهدف توفيره للجميع دون استثناء مع الحرص على جودته واستمراريته. بالإضافة إلى انه الركيزة واللبنة الأساسية في تقدم الشعوب.

يتضمن إعلان انشيون الطموحات التعليمية وأهداف التنمية المستدامة المقرر مناقشتها قصد تبنيها في الأمم المتحدة في سبتمبر القادم. واعتمد إعلان انشيون تحت رعاية اليونسكو من قبل المنتدى وقد لقي استحسانا من قبل المشاركين في المنتدى من جل البلدان كما لقي إقبالا وترحيبا كثيفا من قبل الهيئات والمنظمات الغير حكومية والمنظمات الشبابية.

المنتدى العالمي للتعليم في إنشيون

انطلاقا من هذا اللقاء وما أسفر عليه من مقترحات ومقررات بخصوص قضايا التعليم. وبالأخص ما ركز عليه إعلان انشيون؛ فقد اعتبر هذا الأخير بمثابة خطوة مهمة في سبيل النهوض بقطاع التعليم وتطويره إلى مستويات أكثر تقدما، مع التشديد على تعميمه للجميع وتمكين الأطفال وكل الفئات الأخرى من الاستمرار الدائم والمتواصل في عملية التعليم، ومن امتلاك المهارات الضرورية والخبرات التي يحتاجون إليها في ضمان العيش الكريم وتحقيق مواطنتهم وتنمية قدراتهم، وبالتالي تنمية مجتمعاتهم وتطويرها.

كما ركز الإعلان وندد بالدور الذي يلعبه التعليم في الحفاظ على الأمن والسلام العالميين وتحقيق التنمية، إذا ما وفر بالطريقة الصحيحة من حيث الجودة والكيفية. كما دعا إلى تكثيف الجهود لاستمرارية التعليم لمدى الحياة بغية تطوير مهارات وكفاءات الأفراد داخل مجتمعاتهم بشكل مستمر ودائم.

اقتراحات إعلان إنشيون

استمد إعلان إنشيون في تقديم اقتراحاته على الحركتين العالميتين المنددتين بالتعليم للجميع؛ حركة 1990 والتي أقيمت ب بتايلاند تحديدا ب جومتيين، والحركة الثانية التي أقيمت سنة 2000 بدكار السنغال. ما زال إعلان إنشيون يهدف إلى الوصول إلى هدفين أساسين واللذان يمثلان في ضرورة ضمان تعليم شامل للجميع والهدف الثاني تحقيق التنمية المستدامة أو الإنمائية الألفية. بعد أن بدل الكثير من الجهود وحقق تقدما ملحوظا في هذا المجال لكن مازالت هناك مجموعة من الأهداف التي تبدو بعيدة المنال، وبالأخص فيما يتعلق بتعميم التعليم الأولي الابتدائي فما زال هناك عدد كبير من الأطفال يتخبطون في مستنقعات الجهل، في حين إن عددا أخر ليس بهين والذي يتجاوز 200 مليون طفلة وطفل غير قادرين على التمكن من المهارات الأساسية بالرغم من التحاقهم بالمدارس لمدة طويلة.

اقرأ ايضا: ثلث أطفال العالم يفتقرون لمستلزمات التعلم عن بعد

وبحسب ما ذكر فقد تم التأكيد على دور التعليم المعمم في بناء نظرة تفاؤلية للمستقبل في مجموعة من التصريحات، مستقبل ينعم بالسلام ويحارب جميع أوجه الظلم المجتمعي والتي يشهدها الحاضر. لذا وجب الالتزام من طرف الجميع والعمل على توفير فرص تعليم جيد وشامل للجميع دون إقصاء فئة معينة.

إطار  عمل التعليم 2030

قررت الحكومات ابتداء من نهاية هذا العام أنها ستقوم بتنزيل واعتماد ما جاء في إعلان انشيون على ارض الواقع، واعتباره خريطة وخطة عمل تحت مسمى إطار  عمل التعليم 2030. وتتضمن هذه الخريطة مجموعة من أهم التوجيهات والنصائح والالتزامات بشأن كل ما يتعلق بالسياسات التي ستعتمد في التعليم.

إلى جانب تبني مجموعة من المبادئ الأساسية الضرورية لنجاح هذا المشروع والتي تتلخص في اعتماد النزاهة، والمشاركة في القرارات والأحكام. بالإضافة إلى احترام أراء باقي الأطراف وأخذها بعين الاعتبار. كما يتطلب تنزيل إعلان انشيون وجود تنسيق منظم بين مختلف الأطراف ومراقبة الأنشطة التعليمية قصد تقييمها. بالإضافة إلى حاجته إلى الكثير من الدعم المادي وخاصة فيما يخص التعليم في البلدان الفقيرة والعاجزة.

وبحسب ما جاء به الإعلان فيجب على باقي الدول المساهمة بأكبر قدر ممكن من التمويل بهدف مساعدة هذه البلدان للحصول على نصيبها من التعليم والتنمية ومساعدتها على تحديد أهدافها الوطنية والإنمائية.

وتميز الحفل الختامي بحضور مجموعة من أعضاء الهيئات الحكومية والغير الحكومية بالإضافة إلى وزراء التعليم ونواب الوزراء من مختلف البلدان ورؤساء المنظمات الشبابية وممثلي الهيئات الحقوقية من جل بلدان العالم والمهتمين بقطاع التعليم.

وتم الاتفاق بالإجماع وبمشاركة 30 مليون شخص من المشتغلين بقطاع التعليم من جميع أنحاء العالم في ممثلتها رئيسة الاتحاد الدولي للمعلمين سوزان هوبغود بأن التعليم هو حق أساسي للجميع ولا يجب إقصاء فئة أو أشخاص معينين، كما ينبغي أن تتوفر شروط الجودة والمجانية في هذا التعليم ولهذا الهدف أسس مشروع إطار عمل التعليم 2030.

ولتطبيق هذا الأخير بموازاة مع تحسين جودته فمن اللازم اعتماد سياسات انفتاحية وقائمة على التعاون كما يتطلب تحقيق الأهداف التعلمية المزمعة، توفر البيئة المناسبة والملائمة لذلك مثل وجود معلم كفء ومحترف ومؤهل بشكل كامل وحاصل على جميع المحفزات والامتيازات بالإضافة إلى تطوير النظم التعليمية.

خلاصة إعلان إنشيون في المنتدى العالمي للتعليم

يلعب التعليم دورا أساسيا في كل جوانب الحياة فهو الركيزة التي يبنى عليها أي مجتمع، فالمجتمع الجاهل تستحيل فيه التنمية بأي شكل من الإشكال. واستنادا على هذا الإعلان فالتعليم هو صمام الأمان الذي ينبغي رعايته والاهتمام به من أجل القضاء على مجموع الآفات التي تتخبط فيها المجتمعات من فقر، وقلة الأمان، والسلام بالإضافة إلى تحقيق نمو اقتصادي وثقافي شامل وكبير.

 

مقالات ذات صلة